صنعاء – سبأ :
دشّنت الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد، اليوم، بالتعاون مع وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة، مشروع دور الهوية الإيمانية والثقافة القرآنية في الحد من ممارسات الفساد.
وشمل التدشين لقاءً تشاورياً حول “دور الخطباء والمرشدين في تعزيز دور الهوية الإيمانية في غرس قيم النزاهة والشفافية ومكافحة الفساد والوقاية منه”.
وفي التدشين، أكد مفتي الديار اليمنية، العلامة شمس الدين شرف الدين، أهمية دور العلماء والخطباء والمرشدين في تكريس قيم ومبادئ مكافحة الفساد في وعي المجتمع.
وأشار إلى أهمية القضاء على منابع الفساد، الذي في الأساس هو فساد القلب، ومعالجته لا تكون إلا بالالتزام بكتاب الله وسنة رسوله.
وذكر أن القرآن الكريم حثّ على مكافحة الفساد والوقاية منه في آيات عديدة، وكذلك الأحاديث النبوية الشريفة.. مشدداً على ضرورة اختيار مسؤولي وموظفي الدولة بعناية شديدة من أجل استشعار المسؤولية والحد من ظاهرة الفساد.
واستعرض العلامة شرف الدين عدداً من أوجه الفساد وأشكاله وأنواعه.. مؤكداً أهمية تضافر الجهود لمكافحته والقضاء عليه، والحث على عدم ارتكاب المعاصي التي نهى الدين الإسلامي عنها، لأنها سبب رئيسي في الفساد.
كما أكد ضرورة الاهتمام بحقوق الناس ومعاناتهم، باعتبار ذلك من أهم جهود مكافحة الفساد .. مشيراً إلى أن هناك قوانين تحتاج إلى التعديل، لأنها تعيق تحقيق العدالة.
من جانبه، أوضح نائب رئيس الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد، ريدان محمد المتوكل، أن تدشين المشروع وانعقاد اللقاء التشاوري، الذي يضم كوكبة من العلماء ومشايخ وطلاب العلم، يأتي في إطار حرص الهيئة على تعزيز شراكتها مع وزارة الإرشاد، ورابطة علماء اليمن، وتحقيقاً لمرتكزات الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة، وتنفيذاً لمضامين الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد 2022 – 2026م.
ولفت إلى أن تدشين المشروع يأتي أيضاً إدراكاً من الهيئة بأهمية رسالة المسجد والدور الريادي للعلماء، وما تسهم به تعاليم وأحكام الدين الإسلامي من تأثير في تنمية القيم الإيجابية والأخلاق الفاضلة في المجتمع.
وتطرّق المتوكل إلى الجهود الرامية غرس قيم الشفافية والنزاهة ومكافحة الفساد والوقاية منه، ورفع وعي الجمهور بمخاطره، وتنظيم جهوده في مواجهة كافة أشكاله ومظاهره، وإيجاد وعي عام مناهض للفساد بصوره المختلفة.
وأكد حرص الهيئة على أن تكون الفعالية باكورة لبرامجها وفعالياتها وأنشطتها التوعوية والتثقيفية للعام 2022م، وتنفيذاً لمضامين الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، وبداية واعدة لبرامج توعوية وتثقيفية وتدريبية أخرى مع وزارة الإرشاد.
وأشار نائب رئيس هيئة مكافحة الفساد إلى سعي الهيئة لترسيخ قيم الدين الإسلامي لدى العاملين في القطاعين العام والخاص، وبما يحد من ممارسة الفساد وأشكاله المختلفة، وإدماج مفاهيم الشفافية والنزاهة ومكافحة الفساد والوقاية منه في الخطاب الديني والتوعوي والإرشادي، وإيجاد بيئة مجتمعية تناصر قيم النزاهة والشفافية، وتحض على المساءلة والمحاسبة، وتناهض أي ثقافة متسامحة مع الفساد.
واعتبر تنمية القيم الدينية المبنية على الصلاح والأخلاق الفاضلة للمجتمع، وإيجاد ثقافة مناهضة ومجرّمة للفساد والفاسدين، أداة حقيقية للوقاية من الفساد، يمكن لمؤسسات الوعظ والإرشاد والعلماء والخطباء والمرشدين وطلاب أكاديمية القرآن الكريم الإسهام بدور فاعل ومؤثّر في التوعية بمكافحة الفساد والوقاية منه.
وأعرب عن أمل الهيئة في أن تتضمّن خطابات العلماء والمرشدين التوعية بمكافحة الفساد والوقاية منه من منظور إسلامي، من خلال خطب الجمعة والمحاضرات والندوة التوعوية.
وفي التدشين، بحضور عضوي هيئة مكافحة الفساد المهندس حارث عبدالكريم العمري والدكتور أحمد عبدالله الشيخ، أكد نائب وزير الإرشاد، العلامة فؤاد محمد ناجي، استعداد الوزارة للتعاون مع الهيئة في العمل التوعوي لمكافحة الفساد، الذي يُعد من أنكر المنكرات التي حثّ الدين الإسلامي على مواجهتها.
وأشاد بحرص هيئة مكافحة الفساد على تنفيذ العمل التوعوي المرتبط بالإستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد من خلال منابر المساجد لارتباطها المباشر والمؤثّر في أوساط المجتمع.. حاثاً الخطباء والمرشدين على غرس الوعي المجتمعي بمخاطر الفساد ونبذه والوقاية منه، لأن مواجهة الفساد مسؤولية مجتمعية ولا تقتصر على جهة بعينها.
عقب التدشين، عُقد لقاء تشاوري حول دور الخطباء والمرشدين في تعزيز الهوية الإيمانية لغرس قيم النزاهة والشفافية ومكافحة الفساد والوقاية منه.
وفي اللقاء، الذي ضم عضو الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد الدكتور أحمد عبدالله الشيخ، استعرض نائب وزير الإرشاد وشؤون الحج والعمرة، العلامة فؤاد محمد ناجي، ورقة عمل بعنوان “دور استشعار الرقابة الإلهية والثقافة الإيمانية في محاربة الفساد”.
وذكرت الورقة أن القرآن الكريم ركّز على ترسيخ التقوى لدى الإنسان، كما أن الإسلام ركّز على الاهتمام بالقيم والمبادئ والأخلاق كقواعد يمكنها أن تشكّل ضمانة للإسلام من الانحراف نحو الخطأ، وقواعد مهمّة لتحسين الأداء، وتقويم سلوك الإنسان.
وأكد العلامة ناجي أهمية الالتزام بالقرآن الكريم والقيم والمبادئ الإيمانية، لأن ترسيخها في النفس الإنسانية كفيل بإحداث نقلة في الوعي حول قيم النزاهة والشفافية ومحاربة الفساد، والسعي لتحسين الأداء وتقويم السلوك.
من جهته، قدّم رئيس دائرة التوعية والتثقيف والمشاركة المجتمعية في هيئة مكافحة الفساد، عادل علي العقبي، ورقة بعنوان “رؤية الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد حول تفعيل دور الإرشاد في تعزيز النزاهة والشفافية ومكافحة الفساد والوقاية منه”.
تضمّنت الورقة أهداف تعزيز الشراكة بين الهيئة ووزارة الإرشاد، والإطار التشريعي والقانوني لها في التوعية والتثقيف بمكافحة الفساد والوقاية منه، وسبل تعزيز دور المؤسسات الإرشادية في إطار الإستراتيجيات الوطنية لمكافحة الفساد السابقة والحالية.
وتناولت ورقة العقبي تأثير الهوية الإيمانية في غرس قيم الشفافية والنزاهة، ومكافحة الفساد والوقاية منه، والتوعية بأسس ومبادئ الشفافية والنزاهة والحكم الرشيد في ضوء عهد الإمام علي -عليه السلام- لمالك الأشتر، وأهمية دور المؤسسات الدينية والإرشادية في تعزيز قيم الشفافية والنزاهة ومكافحة الفساد والوقاية منه، وتفعيل مكانة المسجد ورسالته السامية.
وخرج اللقاء التشاوري، الذي شارك فيه كوكبة من المرشدين والخطباء وطلاب الأكاديمية العليا للقرآن الكريم، بعدد من التوصيات، أبرزها تشكيل لجنة فنية من هيئة مكافحة الفساد، ووزارة الإرشاد، للإشراف والإعداد لتنفيذ البرامج التوعوية والتثقيفية.
وتتضمّن المهام المناطة باللجنة المشتركة التنسيق للتوعية بمضامين الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد 2022 – 2026م، فيما يتصل بالبرامج والحملات التوعوية المشتركة لمكافحة الفساد والوقاية منه.
كما تعمل اللجنة على التنسيق لإدماج مفاهيم الشفافية والنزاهة والحكم الرشيد ومكافحة الفساد والوقاية منه في الخطاب الديني والإرشادي والتوعوي، من خلال خطب الجمعة، وبشكل أسبوعي المحاضرات والندوات التوعوية والتثقيفية لمكاتب الوزارة في الأمانة والمحافظات.