نبات السدر المعروف علمياً باسم Ziziphus أو “ثمار الجوجوبا”، هو جنس من الشجيرات والأشجار الصغيرة المستخدمة في طب الأعشاب والعلاج الشعبي في مختلف الثقافات منذ عقود.
حتى أن النبات الذي لطالما ارتبط بالاستشفاء في الثقافة الإسلامية أصبح يدخل في تركيبات المكملات الغذائية وأطعمة الطاقة والمكونات الغذائية المُوصى بها للحفاظ على اللياقة والصحة العامة للجسم.
ومن فوائد السدر عند تناول ثماره التي تشبه ثمار العليق أو التمر، وتحمل مذاقاً قريباً من التفاح، أو عند غلي ونقع أوراقه وتناولها في هيئة شاي عشبي، أنه يعالج مجموعة واسعة من الحالات الصحية، بداية من الإمساك وحتى ارتفاع ضغط الدم.
وبحسب موقع Botanical للأعشاب، تحتوي الثمرة وحدها على الألياف وفيتامين ج وفيتامين ب وبعض الأحماض الدهنية، لذلك فهي تقدم بعض الفوائد الغذائية العامة المهمة للجسم.
ما هو نبات السدر، وما هي استخداماته؟
على الرغم من أن البحث عن الآثار الصحية للنبات لا تزال محدودة نسبياً، إلا أن هناك بعض الأدلة على أن نبات السدر يمتلك فوائد صحية عديدة.
وفي تقرير نُشر في مجلة الكيمياء الزراعية والغذائية الأمريكية عام 2013، اتضح أنه من بين فوائد السدر أنه قد يساعد في تقليل الالتهابات، وفعّال في محاربة السمنة وتحفيز جهاز المناعة وتحسين صحة الجهاز الهضمي وتعزيز كمية الجذور الحرة التي يتم تدميرها بواسطة مضادات الأكسدة في الجسم، ما يقي من العديد من الأمراض.
ووجدت دراسة أخرى بعنوان “الأنشطة الحيوية للأعشاب الطبية التقليدية لعلاج أمراض التنكس العصبي”، والمنشورة عام 2017 بمجلة Hindawi العلمية للأبحاث، أن نبات السدر كان فعالاً في علاج ارتفاع ضغط الدم لدى فئران الاختبار.
ومع ذلك، وجدت مراجعة بحثية أخرى أن المكملات الغذائية التي تتضمن مستخلصات نبات السدر قد يكون لها القدرة على الوقاية من الأمراض العصبية أو علاجها عند الاستخدام المتواصل.
كما حققت دراسات أخرى في فوائد السدر. ومع ذلك، يتم إجراء معظم الأبحاث على الفئران أو في المختبر (على الخلايا في المعمل) بدلاً من البشر بشكل مباشر، لذلك ليس من الواضح ما إذا كانت النتائج تنطبق على الأفراد بنفس الدرجة.
فوائد السدر عند تناول ثماره أو شرب منقوع أوراقه
1- يعالج القلق
من بين فوائد السدر فاعليته الكبيرة في علاج القلق، ووفقاً لدراسة أولية نُشرت في مجلة Journal of Ethnopharmacology في عام 2000، التي أجرت الاختبارات على الفئران، لاحظ مؤلفو الدراسة أن المركبات المستخرجة من النبات قد يكون لها تأثيرات مهدئة.
2- يحسّن صحة المرضى بداء السكري
قد تساعد بعض أنواع نبات السدر في السيطرة على مرض السكري ومنع تفاقم الحالة. على سبيل المثال، توصلت دراسة أُجريت على الفئران نُشرت في مجلة Pharmaceutical Biology للعلوم الطبية في عام 2010، إلى أن السدر من فصيلة “mauritiana” قد يساعد في إدارة مرض السكري عن طريق تنظيم مستويات السكر في الدم.
بالإضافة إلى ذلك ، وجدت دراسة أخرى نُشرت في موقع Natural Product Communications، عام 2013، أن نبات السدر من فصيلة “mucronata” قد تكون له فوائد مضادة لمرض السكري.
وفي الاختبارات التي أجريت على الخلايا في المختبر، اتضح أن النبات يساعد الخلايا على استخدام سكر الدم بشكل صحيح، وبالتالي يحمي من ارتفاع مستويات الجلوكوز في الجسم.
3- يقاوم احتمالية الإصابة بالسرطان
فحص تقرير صادر عام 2015 في مجلة Pharmacognosy Review الأنشطة المحتملة لمكافحة السرطان لفاكهة السدر، وخلص مؤلفو الدراسة إلى أن المركبات النشطة بيولوجياً الموجودة في الفاكهة، مثل أحماض ترايتيربينيك والسكاريد، لديها القدرة على مكافحة السرطان ومقاومة الخلايا السرطانية المختلفة.
4- غني بمضادات الأكسدة
ثمار نبات السدر غنية بالعديد من المركبات المضادة للأكسدة، وعلى رأسها مركبات الفلافونويد والسكريات المتعددة وأحماض التريتربينيك. كما أنها تحتوي على مستويات عالية من فيتامين ج، الذي يعمل كمضاد للأكسدة والجذور الحرة.
ويُعتقد أن ضرر الجذور الحرة هو المساهم الرئيسي في العديد من الحالات المزمنة، بما في ذلك مرض السكري من النوع 2، وأمراض القلب، وبعض أنواع السرطان.
ووجدت دراسة منشورة عام 2017، وأجريت على الحيوانات، أن النشاط المضاد للأكسدة لفلافونويد العناب، أو ثمار نبات السدر، ساعد في تقليل الإجهاد والالتهاب الناجم عن تلف الجذور الحرة في الكبد، بحسب موقع PubMed للأبحاث.
5- قد يحسن النوم ووظائف المخ
يستخدم نبات السدر على نطاق واسع في الطب البديل لتحسين جودة النوم ووظيفة الدماغ، خاصة عند المصابين بالشيخوخة وأعراض تقدم سن القدرات العقلية.
وتشير بعض الأبحاث وفقاً لموقع Healthline للصحة، إلى أن مضادات الأكسدة الفريدة الخاصة بثمار السدر قد تكون مسؤولة عن هذه التأثيرات.
وتم إثبات أن مستخلصات بذور وفاكهة السدر تزيد وقت النوم وجودته عند الفئران في المختبر. كما يسهم في تعزيز ذلك نظراً لفاعليته في مقاومة القلق والتوتر.
علاوةً على ذلك، تشير الدراسات التي أجريت على الحيوانات وأنابيب الاختبار إلى أن نبات السدر قد يحسّن الذاكرة ويساعد في حماية خلايا الدماغ من التلف الناتج عن المركبات المدمرة للأعصاب، بحسب PubMed.
كما اتضح أن مستخلصات بذور النبات قد تساعد في علاج الخرف الناجم عن مرض الزهايمر. ومع ذلك، فإن البذور نفسها لا تؤكل، وهناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث البشرية لفهم كيفية تأثير مستخلص نبات السدر على العقل والجهاز العصبي.
6- استخدامات أخرى في الطب الشعبي
بالرغم من أن تلك الفوائد لم يتم إثباتها بشكل علمي دقيق، لكن لطالما تم استخدام نبات السدر في الطب الشعبي في المنطقة العربية وحتى في ثقافات آسيا القديمة لما يتمتع به من فوائد لتعزيز صحة الجسم.
ويُعتقد بحسب موقع Very Well Health للصحة والطب أنه يعالج القلق والربو والإسهال والإعياء والحمى وارتفاع ضغط الدم والضغط العصبي وتخفيف حدة الهبات الساخنة عند المصابات بأعراض انقطاع الطمث والاضطرابات الهرمونية.
في الطب البديل أيضاً، يُعتقد أن من فوائد السدر أنه يزيد القوة ويحفز الشهية ويعزز صحة الكبد.
وعند وضع مستخلصاته بشكل مباشر على الجلد، يُعتقد أيضاً أنه يعزز التئام الجروح ويعالج الجلد الجاف ويخفف حروق الشمس ويقلل التجاعيد وعلامات الشيخوخة الأخرى.
بالإضافة إلى ذلك، تستخدم نباتات السدر أحياناً في علاج الأرق وأعراض انقطاع الطمث وغيرها من المشكلات الصحية.
محاذير عند الاستخدام
الحمل والرضاعة: لا توجد معلومات موثوقة كافية لمعرفة ما إذا كان من الآمن استخدام نبات السدر واستهلاكه بشكل موضعي أو عبر الفم عند الحمل أو الرضاعة. لذلك يُنصح باستشارة الطبيب المتخصص قبل اتخاذ قرار بشأنه.
داء السكري: قد يخفض نبات السدر نسبة السكر في الدم. لذلك راقب علامات انخفاض نسبة السكر في الدم لديك عند تناول ثمار السدر أو شُرب شاي من أوراقه.
حساسية اللاتكس: قد يكون الأشخاص الذين لديهم حساسية من مادة اللاتكس لديهم حساسية من نبات السدر أيضاً، بحسب موقع WebMD الطبي.