لا شك في ان الامم المتحدة ومجلس الامن والعالم يمتلكون امكانيات كبيرة لتبني حلول ومعالجات يمكن ان تحقق الامن والسلام في اليمن والبلدان العربية المنكوبة..
ولكن هل تتوفر لديهم النوايا الصادقة لفعل ذلك؟!
لو راجعنا تاريخ الامم المتحدة مع القضايا العربية منذ إنشائها منتصف القرن الماضي وحتى اليوم لتبين لنا ان ما نتطلع اليه ليس سوى سراب واوهام لن تفضي بنا الا الى ما افضت اليه كل قراراتها من كوارث في فلسطين والعراق وسوريا وليبيا والسودان ولبنان واليمن وغيرها.
ولكننا للأسف أصبحنا أمة بلا ذاكرة فعلا او فاقدة الذاكرة ومعها فقدت هذه الأمة الثقة بنفسها واستسلمت لما يفرض عليها من الغير بعد ان سلمتهم كل مقدراتها وتخلت عن استقلالية قرارها وتلك هي المأساة الحقيقية حينما تخلت الامة عن اهم عناصر قوتها ولم تحافظ على الحد الادنى من وحدة القرار القومي تجاه قضاياها المصيرية مما أفقدها القدرة على تحقيق الحد الادنى من العلاقات المتوازنة مع المجتمع الدولي تحافظ بها على المصالح الوطنية والقومية وتمكنها من معالجة قضاياها وازماتها الداخلية بنفسها..
لقد فشل النظام العربي بكل مكوناته النخبوية الرسمية والحزبية والثقافية وخذل الامة في تحقيق طموحاتها وحماية حقوقها وصيانة كرامتها واوصلها الى ما تعانيه اليوم من اوضاع كارثية ومستقبل مجهول.. وقديما قال ابو الاسود الدؤلي: “لا يَصلُحُ الناسُ فَوضى لا سَراةَ لَهُم × وَلا سَراةَ إِذا جُهّالُهُم سادوا” .