ذات يوم موغل قال أحد الشعراء العرب ( قتل أمرئ في غابة جريمة لا تغتفر .. وقتل شعب كامل مسألة فيها نظر ) ويبدو أن هذا الشاعر العربي كان يتنبأ بمعاناة الشعب اليمني قبل أن تحل معاناة شعبنا بعقود على يد دول العدوان المسكونة بكل نذالة الكون وحقارة الدنيا وانحطاط القيم والاخلاقيات ؛ ومن أين لدويلات الخليج أن يكون لها قيم أو اخلاقيات وهي انتقلت مباشرة من مهنة التقطع وممارسة الحرابة ونهب عباد الله إلى دويلات ومحميات استعمارية تدار من قبل حثالة القراصنة والقتلة من أل سعود وآل زائد من أحفاد ( إبراهام ليفي ) وصنائع ( مستر همفر ) ؟
بيد أن المثير ليس في موقف دويلات العدوان بل في مواقف المجتمع الدولي وأنظمته التي تخلت عن كل قيمها وشعاراتها وقوانينها الزائفة وهي التي ما برحت حتى وقت قريب في التشدق بكل قيم حقوق الإنسان والتباكي على قيم سعت في تكريسها وتجذيرها في أوساطنا كثوابت لدرجة أن بعضنا في العالمين العربي والإسلامي تخلى عن شريعة الله لقاء تمسكه بشريعة الإمبريالية الليبرالية ومفاهيمها ومن اجل ان ترضى عنه عواصم الانحطاط والنفاق الدولي، والتي فضحتها اليمن وهي تواجه العدوان والحصار وتخوض معركة حضارية واخلاقية ؛ معركة لم تكن يوما( عبثية) بل هي معركة وجود وسيادة وكرامة وحرية لوطن وشعب سعت المحميات الخليجية انطلاقا من شعورها بالدونية والنقص إلى فرض خياراتها على شعبنا بقوة الحديد والنار وتجاهلت أن هذا الشعب الذي تمتد جذوره الحضارية والإنسانية في اعماق الوجود الإنساني لا يقبل على نفسه الضيم ولا حياة العبودية والارتهان ؛ هذا الشعب الذي قال ذات يوم موغل احد رموزه مخاطبا أحد الخلفاء _ وجنة بالذل لا نقبلها… جهنم بالعز أطيب منزل _ والمؤسف أن بعض السفهاء المحسوبين زورا على العرب والعروبة والإسلام والمسلمين توهموا أن أموالهم تغطي عيوبهم وتجمل بشاعة أصولهم وتاريخهم ..؟!
هذا النفاق الدولي الجديد الذي يتعامل مع العدوان على بلادنا وشعبنا لم يكون مجهولا لغالبية أبناء شعبنا وامتنا على خلفية موقف هذا العالم المنحط من القضية العربية الأولى فلسطين التي صدر لأجلها أكثر من 250 قرارا من مجلس الأمن والأمم المتحدة لم ينفذ قرارا واحدا من كل هذه القرارات التي لم يحترمها المعني بها وهو الكيان الصهيوني ولم يحترمها من اصدرها بل كانت مجرد ذر للرماد على العيون ..؟!!
ثمان سنوات وشعبنا يواجه العدوان والحصار والموت والجوع والقهر والخراب والدمار والتشرد والنزوح فيما هذا العالم مكتفيا بقبض ثمن صمته من خزائن حكام المحميات ؛ مقابل صمت هذا العالم وانظمته ومنظماته عن جرائم مشهودة وغير مسبوقة في التاريخ الإنساني ؛ وهو الذي كان يصدر بيانات متتالية عن حقوق الحيوانات ويتباكى عن مسلمي الرهونجا والإيغور زورا وبهتانا وكذبا ودجلا وابتزاز ولا يزل فيما لا يرى جرائم مشهودة تمارس بحق أقدم الشعوب في التاريخ وأكثرها إصالة وحضارة وإنسانية وهو الشعب اليمني الذي لا أصل لأي عربي أن لم يكن من اليمن .. !!
ثمان سنوات عانى فيها وطننا وشعبنا من الموت والدمار والحصار والتشرد والنزوح واللجوء فيما هذا العالم المنحط لا يحرك ساكنا مكتفيا بقبض ثمن صمته وسكوته من خزائن أشباه الرجال من حكام المحميات الذين لن ينسوا يوما أنهم كانوا وحتى وقت قريب يتسولون على أبواب حكام اليمن قوتهم اليومي من الحبوب والخضروات والفواكه قبل أن يترقوا ويتحولوا من قطاع طرق إلى حكام ومشائخ وأمراء بسبب اكتشاف النفط في صحاريهم القاحلة ويشيدوا مدن كرتونية وزجاجية رغم أنهم مجرد حراس أوفيا على أبار النفط التي لا يملكوها ولا يملكون سيادتهم عليها بل رغم ما فيهم لا يزالون مجرد عبيدا في الاسطبل الأمريكي الصهيوني ..؟!
سنوات ثمان يواجه فيها شعبنا كل صنوف القتل والاجرام من قبل اعداء حاقدين ومنحطين ومجردين من كل الاخلاقيات الانسانية والعالم الاكثر انحطاطا من اعدائنا يوغل في نفاقه ويدين الضحية ويرضي الجلاد مقابل المال المدنس والمصالح الزائلة ليرضي عبيد الصهاينة ويستجدي رضاهم والحصول على اموالهم ولم تسلم من دنس المال الخليجي حتى كوبا ارض الثورة والحرية وقلعة الصمود امام الغطرسة الإمبريالية الصهيونية بزعامة فيدل كاستروا لكن كاستروا ويبدوا ان قيمه التي مكنته من الانتصار والصمود قد رحلت معه..!!
أن ثمان سنوات من العدوان الهمجي والبربري والمنحط استخدمت خلالها اسلحة دمار شامل ومحرمة دوليا لوا استخدم 5% منها ضد المحميات الخليجية المعادية لمسحت من على وجه الارض وأبيدت بمن فيها ومن عليها ؛ لكنه اليمن العصي على الانكسار ؛ اليمن الذي يقاوم الجغرافية ويطوعها لتكون في خدمته ؛ وها هو يطوع العدوان ليجعل منه نموذجا في كيفية المقاومة والتصدي والتحدي والصمود في وجه عالم منافق وزنديق ؛ عالم يعيش اليوم من خير دماء الشعب اليمني ..؟
نعم بدماء شعبنا يقتات العالم رزقه ويقتات المرتزقة أرزاقهم على حساب دماء اليمنيين؛ لن اتحدث عن بشاعة الجرائم والمجازر التي ارتكبت خلال سنوات العدوان؛ لن اتحدث عن انحطاط المنظمات الإقليمية والدولية بدءا من جامعة (العهر العبرية) مرورا بالمنظمات الأممية وصولا لمجلس الأمن الدولي الذي منح للعدوان شرعية إبادة شعب ودمار وطن وهو الذي كان لا يتردد في إصدار البيانات إذا رجل (طلق زوجته) هناء أو هناك ..؟!!
اليوم العالم كله سقط وسقطت معه كل قيمه واخلاقياته تحت اقدام حافية تعلم العالم معنى الحرية والسيادة والكرامة وشرف الانتماء والدفاع عن الاوطان ؛ بل حتى شعوب العالم باستثناء القلة منها سقطت في وحل العمالة والارتزاق والخيانة لكل القيم والاخلاقيات الحضارية والإنسانية والدينية ؛ إذ لم نرى أو نسمع عن مظاهرة تحركت هناء أو هناك للتنديد بالمجازر التي ترتكب بحق الشعب اليمني الأصيل من قبل عدو أحمق وغبي _ باستثناء بعض جماهير امتنا في فلسطين وبعض الفعاليات النخبوية في بعض اجزاء من اقطارنا العربية وخاصة في دول محور المقاومة وجمهورية إيران الإسلامية التي بدت عروبية في مواقفها اكثر من عواصم الفعل العربي التي كنا نعتبرها كذلك ..ومع ذلك فأن العدو سيدفع ثمن عدوانه غاليا وسيدفع ثمن عنجهية وغطرسته ؛ ليس دول العدوان وحسب بل سيدفع العالم المنافق ثمن نفاقه وفي مقدمتهم أمريكا رأس الشر وعنوانه وكيانها الصهيوني الهزيل واذنابها من أنظمة الخيانة والانحطاط ..!!
إما دول العدوان وخاصة النظامين السعودي والإماراتي فأنهما سيدفعان ثمنا باهضا ليس اليوم ومن خلال رد الفعل والدفاع المشروع لشعبنا وهو دفاع أقرته كل قوانين السماء والارض بل وعلى مدى المستقبل القريب والبعيد سيدفع العدو ثمن كل جرائمه فغطرسة القوة التي يشعر بها العدو لن تمكنه من تطويع إرادة شعب بل نحن من سيطوع هذا العدو ونظهره بحجمه وحقيقته بدون رتوش وستذوب مدن الملح بنيران الغضب اليمني فالشعب الذي صمد ثمان سنوات بإمكانه الصمود عقودا لأنه الحق وصاحب الحق وسيد نفسه الذائد عن كرامته وحريته الرافض للتبعية والارتهان لأشباه الرجال ؛ العصي على العبودية لحثالة من العبيد ..؟!!
ليذهب العالم بنفاقه ومواقفه للجحيم؛ ولتذهب دول العدوان إلى صقر وبئس المصير وسيبقى شعبنا عزيزا كريما شامخا كشموخ تاريخه وجباله الشماء.
إما التلويح والترهيب بإدراجنا أو بعضا منا في قوائم الإرهاب فأن وصفهم لنا بهذا الوصف هو وسام شرف نعلقه على صدورنا وطالما هذا العالم المنافق والمنحط والمجرد من الاخلاقيات يصفنا بالإرهاب فهذا شرف نعتز به فالخوف هو أن يوصفنا بغير ذلك مثل أن يوصفنا بالأصدقاء أو الحلفاء فهذا هو الوصف الذي نخشى منه لا نه سيلحق بناء العار والخيانة لله ورسوله ولكل القيم الاخلاقية والدينية والحضارية والإنسانية، وسنقصف بأذن الله ورسوله مدنهم الكرتونية وسنحرمهم متعة الامان وسنجعلهم في خوف دائم يستنجدون مرتزقة العالم لحمايتهم من غضبنا، ان هذا العدوان لن يكون عابرا او قابل للنسيان بل وضع حدا لعلاقتنا مع اعدائنا وخاصة جيران السوء والخيانة لصوص اللصوص الذين يسعون وراء كل عدوانهم هذا سرقة ثروات شعبنا والتحكم بجغرافيتنا بالتعاون والتواطؤ مع بعض المرتزقة منا ممن تربوا على خيانتنا وخيانة وطننا والمتاجرة بأحلام شعبنا.