في الوقت الذي كان فيه مجلس الأمن الدولي يدين بإجماع كل أعضائه ويندد بأشد العبارات ما أسماها “الاعتداءات الارهابية الشائنة التي شنها الحوثيون على منشآت مدنية بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي”.
كانت فرق البحث والانقاذ لا تزال تواصل البحث في الانقاض وتحت الركام عن بقايا أشلاء المئات من المدنيين الأبرياء في سجن الاحتياط بصعدة، الذين سقطوا قتلى وجرحى في غارات اجرامية للطائرات السعودية والامريكية والاماراتية استهدفت على مدار ساعات الأيام الماضية وبشكل هستيري الأحياء السكنية ومنازل الآمنين في بيوتهم وفي سجونهم وفي مقار اعمالهم في صنعاء وصعدة والحديدة وغيرها من مناطق البلاد مخلفة المئات من الشهداء والجرحى ممن لا ناقة لهم ولا جمل في هذه الحرب القذرة المفروضة على اليمن وشعبه العربي المسلم، لا لشيء إلا أنه فكر في الحرية والاستقلال والانعتاق من التبعية والارتهان لقوى الطغيان والاستكبار.
قامت قيامة هذا العالم” الأعور” ولم تقعد لمجرد اشتعال حريق في صهريج نفط في عاصمة يشن نظامها السياسي منذ سبع سنوات عدوانا وحشيا قتل وأصاب عشرات الآلاف من الابرياء في اليمن ولا يزال يقترف المزيد والمزيد من الجرائم والانتهاكات في كل لحظة، ويعيث خرابا وفسادا في هذه الأرض دون رقيب أو حسيب، لكن عيون المجتمع الدولي عميت عن رؤية كل ذلك وكأن من تقتلهم الإمارات والسعودية وأعوانهما ليسوا بشرا ولا ينتمون بأي صلة للجنس الآدمي.
-لم يتوقف النفاق العالمي ليوم واحد منذ الهجوم النوعي والدقيق على اهداف حيوية مشروعة في أبوظبي عن التباكي والعويل والصراخ جراء ما يعتبرونه ارهابا يمنيا واستهدافا اجراميا للمنشئات المدنية الاماراتية، وتشير الاحصائيات الى أن أكثر من 85دولة وعشرات المؤسسات والمنظمات حول العالم سارعت إلى ادانة عملية اعصار اليمن دون أن تنبس أي من تلك الدول والمؤسسات ببنت شفه عن جرائم وانتهاكات العدوان بحق آلاف المدنيين الذين طالتهم هستيريا ومراهقات النظام الاماراتي الخبيثة ونزعاته الوحشية للقتل وسفك الدماء وتدمير الحياة.
-اليمنيون لا يعوّلون أبدا على مجلس الأمن الدولي ولا على مؤسسات الأمم المتحدة ولا على أي شيء آخر، في مواجهتهم لهذا العدوان الأهوج، وباتت تعزز القناعة أكثر وأكثر لدى كافة أبناء الشعب، بأنه لم يعد لديه ما يخسر، وما من طريقة لمواجهة هذا النوع من البشر سوى التصدي والصمود والرّد بكل وسيلة ممكنة لردع العدو الذي انسلخ من كل القيم الانسانية وأطلق العنان لرغباته في القتل والتخريب بلا أي قيود أو ضوابط.. وليذهب هذا العالم ونفاقه المُقزّز إلى الجحيم.
-بسواعد أبطالنا في القوات المسلحة فقط سنحقّق العدالة، وسنثأر لدماء شهدائنا، وسنؤدّب المعتدي وهي الخلاصة التي أكدّت عليها رئاسة الجمهورية في بيانها الاخير، حيث عبّر البيان عن مشاعر كل اليمنيين بتأكيده ” بأن القوات المسلّحة من جيش ولجان شعبية لن يقفوا موقف المتفرّج على قتل وخنق أبناء شعبهم، بل سيذيقون العدوان من بأسهم الشديد عبر كل الخيارات والوسائل المتاحة لتأديب المعتدين”.