وكالات:
في منطقة تغطّيها الغابات خارج كييف، نصب «جنود روس» مزيّفون كميناً لجنود احتياط يرتدون ملابس مموّهة، ليردّ الجنود الأوكرانيون، ومن بينهم مهندسون معماريون وباحثون، بإطلاق النار من بنادق «كلاشنيكوف» غير حقيقية، فيما تنفجر حولهم قنابل دخان مزيّفة أيضاً. هكذا تبدو تدريبات المدنيّين في كييف، الذين يتجهّزون للتصدّي لما يزعم الغرب أنّه «غزو محتمل» لأوكرانيا قد تشنّه روسيا في أي لحظة، وسط تزايد التوتر بين البلدين.
في السياق، قال الطالب الجامعي، دانيل لارين، البالغ من العمر 19 عاماً، خلال استراحة قصيرة من التدريبات «أعتقد أنّ كل شخص في هذا البلد يجب أن يعرف ماذا عليه أن يفعل في حال تمّ اجتياح بلاده».
ولارين هو واحد من حوالى 50 مدنياً أوكرانياً قدموا من كييف إلى مصنع إسفلت مهجور يعود إلى الحقبة السوفياتية، بعد ظهر أحد أيام عطلة نهاية الأسبوع للتدّرب على الدفاع عن بلادهم في حالة الحرب.
وانضمّ عشرات المدنيّين إلى احتياط الجيش الأوكراني في الأشهر الأخيرة، مع تصاعد المخاوف من أن روسيا، التي تقول كييف إنها حشدت حوالى 100 ألف جندي على جانبها من الحدود، تخطط لشنّ هجوم واسع النطاق.
وفي حين نفت موسكو أنها تخطط للغزو، لم يستبعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الردّ عسكرياً، إذا لاحظ توسعاً نحو الشرق من حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة، والذي تسعى أوكرانيا إلى الانضمام إليه.
وتابع لارين أن جنود الاحتياط الأوكرانيين، الذين ارتفع عددهم إلى قرابة 100 ألف، يتعلمون «طريقة استخدام الأسلحة والتصرف في بيئة المعركة والدفاع عن المدن».
من جهتها، تعتبر الطبيبة البالغة من العمر 51 عاماً، مارتا يوزكيف، أن «الجيش الروسي أقوى بكثير من الجيش الأوكراني، وأن خطر حدوث غزو واسع النطاق مرتفع بما يكفي ليدفعها للانضمام إلى قوات الاحتياط». وتابعت: «فقط إذا كان الجميع مستعدّاً للدفاع عن أرضنا، ستكون هناك فرصة لنا».